المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يدون : ملخص الحياة

خميس, 01/04/2024 - 01:04

بلغة صادقة تلامس شغاف القلوب، كتب المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي، مسائلا الإنسان المسلم والإنسان بصفة عامة، مقالا من القلب إلى القلب عنوانه “عام رحل وعام وصل”.
لخص فيه مسار الحياة لمن يعقل أو له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
كتب المفكر:
عام مضى وانقضى بآلامه ومآسيه وفيروساته، وعام يقدم على الناس لا نعلم ماذا يخفيه من أحوال وأهوال، وهل سيتخذ الناس تحذير الله لهم بالعودة إليه، ليعم السلام على الأرض وتتنزل الرحمة على الناس والبركات، كما حذر الله بقوله سبحانه: (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة:21)
وتساءل:
هل سيرجع المسلمون عن قساوة القلوب، ويتخلون عن التحريض على قتل الأبرياء، ويتبعون شرعة الله ومنهاجه في حياتهم؛ لينشروا الرحمة بينهم والعدل، ويتعاملون بالإحسان ويحرّمون بينهم العدوان على الإنسان، ويتعاونون على البر والتقوى، ويعتصمون بحبل الله، لنشر السلام بين الناس ويتحدون في مواجهة قوى الشيطان وأتباعه، مما يخططون ضد الشعوب للاستيلاء على الأوطان وتشريد الإنسان وسفك الدماء في كل مكان؟

وفي انتظارات العام الجديد كانت هذه الفقرة:

هل يتحقق في العام الجديد الاطمئنان للناس دون خوف وفزع وبغي وطغيان؟، هل سيرجع الناس للقرآن سر السعادة والأمن والاستقرار، يبين للناس طريق الحق وطريق الضلال، ويحذر الناس من الظلم والعدوان على الناس في كل مكان، ليعيشوا في رغد وخير وأمان، هل سينتصر الحق على الباطل؟!

هل يستطيع المسلم أن يخرج بآيات القرآن من ظلمات الروايات والتحريف لدين الله إلى النور؟ ليكشف الفئران التي ظلت على مدى عدة قرون تزيف للناس وتحرف مقاصد الخير للإنسان، وتسعى لكي يهجر الإنسان القرآن، ليستطيع أتباع الشيطان التحكم في عقله والسيطرة على عواطفه ومشاعره، لكي يسوقوا الإنسان إلى الشقاء في الحياة الدنيا، ونشر الفتن بين الأشقاء ليسفكوا دماءهم قرابين تقربا في سبيل دعاة الكراهية وعبادة الشيطان، الذي أقسم أمام الله لحظة خلق آدم في ما جاء في القرآن عن قوله: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ 16 ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (الأعراف: 16-17)

وختم بهذا الدعاء الجامع المانع (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦ ۖ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ ۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ) (البقرة: 286)