عبد الرحمن نوح يكتب :المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي يدعو الي العودة إلى القرآن ومنهج الله بوصفه شفاءٌ للأمة ...

جمعة, 07/25/2025 - 17:45

لقد ابتليت أمتنا الإسلامية اليوم بتدهور في القيم، وتمزّق في الصف، وظلم في المعاملة، وفساد في العقيدة والسلوك، وكل ذلك كان ثمرةً مباشرةً لابتعاد المسلمين عن كتاب الله تعالى، وهجرهم لمنهجه الرباني الذي أنزله لهداية البشرية، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
إن الإسلام لم يكن يومًا مجرد طقوسٍ وشعائر تؤدى في المساجد، بل هو شريعة كاملة تحكم الحياة بكل تفاصيلها، من الأخلاق والمعاملات، إلى السياسة والاقتصاد، والعلاقات الإنسانية. والقرآن المجيد يحتوي على أكثر من 530 آية فيها أحكام وتشريعات واضحة، تهدف لبناء مجتمع يقوم على العدل، والرحمة، والحرية، والكرامة.
ولكن حين اختُزل الدين في ظاهر العبادات، وترك الناس التشريع القرآني واتبعوا الروايات المتفرقة والاجتهادات المتناقضة، ظهرت في الأمة الفتن، وتفرقت شيعًا وأحزابًا، وتسابق أهلها على السلطة والمصالح الدنيوية، حتى فُقدت العدالة، وحل محلها الظلم والطغيان.
إن طريق الخلاص لا يكون إلا بالرجوع إلى القرآن، واتخاذه مرجعيةً أولى في الحكم والسلوك، والعمل بما جاء فيه من مبادئ عظيمة تحفظ للإنسان كرامته وتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة. قال تعالى:
"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"
فالواجب اليوم على كل مسلم أن يعرض نفسه وأعماله على كتاب الله، فإن وجد نفسه ملتزمًا بشرعه، فليحمد الله، وإن وجد تقصيرًا، فليبادر بالتوبة وتصحيح المسار، قبل أن يفوته الأجل ويصبح في عداد الخاسرين.