التعليم بوابة تحرر الحراطين / المعلوم أوبك

ثلاثاء, 09/19/2017 - 17:38
التعليم بوابة تحرر الحراطين   / المعلوم أوبك

 

ثمة  واقعا  مخيفا  مدعاة  للتحسر عنوانه  الأبرز أن  دولة موريتانيا  منذ استقلالها إلى  اليوم  لا تزال   دولة الإقصاء المستمر  للحراطين ، و الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تخترع التمييز السلبي المعتمد على تحديد نسبة ثابتة وموغلة في الظلم للفئات المحرومة  وخاصة الحراطين  ، فأقل من 5% من طلبة التعليم العالي هم من شريحة لحراطين وأقلية قليلة من هذه النسبة تتلقى منحا أو مخصصات للدراسة  ، و اقل من 2% من طلبة المدارس الوطنية الكبرى ينتمون لشريحة لحراطين والحال نفسه بالنسبة للمدارس العليا الأجنبية ،  فهكذا  تفضح  هذه النسب  الموغلة  في  التهميش الوضع  الغارق  في  الغيب  للحراطين  ،  فأقل من 10% من الفاعالين الاقتصاديين بموريتانيا  ينحدرون من هذه الشريحة ، وأقل من 2% من الموظفين السامين في القطاعين العمومي وشبه العمومي ينتمون لشريحة لحراطين ، مما يؤكد بقوة أنه في التعليم الحل والمشكل  ، فلا يمكن عبور الحراطين نحو فضاء الإنعتاق والتحرر من ربقة العبودية إلا بالتعليم  باعتباره البوابة الوحيدة للعبور والتحرر ، فالعبودية تكون أولاً في الفكر، ومن خلال التعليم نحرر فكر الشخص من أغلال العبودية المحفورة في ذهنه ، وبذلك نحقق وجوده . فما من سبيل أنجع وأولى من التعليم كأبرز الوسائل لخروج الحراطين  من مستنقع المعاناة الذي يغرقون في وحله ، فمن خلال التعليم تُزال الفوارق ويتأسس مجتمع العدالة الذي ينمحي منه التمايز، ويوضع حدّ للخلافات البيّنة .

ولعل تبني هيئة الساحل للتعليم خطوة غاية في الأهمية وذلك بالتركيز على بُعد بناء الشخص المهمّش من جديد ، فمن دون أن نجعل ضحايا العبودية أساساً للنضال وندفعهم إلى المناداة بحقوقهم، سوف تظل كلّ المجالات محدودة التأثير، ولا يمكن أن يتأتى لضحايا العبودية المشاركة بفعالية بدون أن نمدهم بالمعرفة التي تحرر الفرد المهمش من التبعية والفاقة والحاجة . . فلا تزال الأوضاع التي كان يعيشها الحراطين  هي نفسها اليوم رغم مرور 38 سنة على بزوغ الحركة النضالية الحقوقية في مجال العبودية ، فلا زال العبيد وأبناء العبيد وضحايا العبودية  والاستعباد لم يخرجوا من دائرة الظلم والتهميش والتغيب ، لأنّ المقاربة آنذاك أهملت بعد التعليم  وصنع إنسان قادر على فرض تطبيق المكتسبات أو واعٍ لقدرته على البدء من جديد

ومن هنا فإن التركيز على التعليم كبوابة يصنع للتحرر والتحرير يمكننا من الحصول على الفرد الفاعل ، فلا يمكن لضحايا العبودية استغلال المكتسبات التي تحققت في مناهضة العبودية بدون التعليم الذي يمثل بوابة صدارة المقاربات ذات التأثير الأكثر فاعلية ، فأغلال العبودية ما زالت تكبّل عقول المستعبدين في موريتانيا نتيجة الجهل، وبحصول كلّ فرد من أفراد المجتمع على حقه في تعليم عالي الجودة على نحو متساوٍ ومتكافئ بين الجميع، فإنّ من شأن ذلك أن يؤدي إلى تعميق المساواة والعدالة الاجتماعية". وعدم تكافؤ الفرص في التعليم مثلما هو سائد اليوم في موريتانيا، سنناضل في هيئة الساحل بوسائلنا ضده وبقوة حتى نقضي على التفاوت في اكتساب مهارات العمل وفي فرص الحصول على وظائف لائقة.

والحملة التحسيسية المحضرة للسنة الدراسية التي أطلقتها هيئة الساحل في العاشر من سبتمبر 2017 خطوة مهمة أمكنت  من التوصل إلى أن النظام التربوي الموريتاني اليوم ما زال يكرّس اللامساواة والتمييز ويعيد إنتاج النظام الطبقي الاقصائي نفسه ،  مما يدفع إلى التأكيد على أنّه بالتعليم والتعليم فقط تكمن الأزمة والحلّ في الوقت نفسه ، وهذا الحلّ هو الذي يؤسس للعدالة الاجتماعية ، و يقرر مصير الفرد ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل على كل مستويات الحياة ، فالتعليم والتعليم فقط هو الحل والحل . 

 

ثمة  واقعا  مخيفا  مدعاة  للتحسر عنوانه  الأبرز أن  دولة موريتانيا  منذ استقلالها إلى  اليوم  لا تزال   دولة الإقصاء المستمر  للحراطين ، و الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تخترع التمييز السلبي المعتمد على تحديد نسبة ثابتة وموغلة في الظلم للفئات المحرومة  وخاصة الحراطين  ، فأقل من 5% من طلبة التعليم العالي هم من شريحة لحراطين وأقلية قليلة من هذه النسبة تتلقى منحا أو مخصصات للدراسة  ، و اقل من 2% من طلبة المدارس الوطنية الكبرى ينتمون لشريحة لحراطين والحال نفسه بالنسبة للمدارس العليا الأجنبية ،  فهكذا  تفضح  هذه النسب  الموغلة  في  التهميش الوضع  الغارق  في  الغيب  للحراطين  ،  فأقل من 10% من الفاعالين الاقتصاديين بموريتانيا  ينحدرون من هذه الشريحة ، وأقل من 2% من الموظفين السامين في القطاعين العمومي وشبه العمومي ينتمون لشريحة لحراطين ، مما يؤكد بقوة أنه في التعليم الحل والمشكل  ، فلا يمكن عبور الحراطين نحو فضاء الإنعتاق والتحرر من ربقة العبودية إلا بالتعليم  باعتباره البوابة الوحيدة للعبور والتحرر ، فالعبودية تكون أولاً في الفكر، ومن خلال التعليم نحرر فكر الشخص من أغلال العبودية المحفورة في ذهنه ، وبذلك نحقق وجوده . فما من سبيل أنجع وأولى من التعليم كأبرز الوسائل لخروج الحراطين  من مستنقع المعاناة الذي يغرقون في وحله ، فمن خلال التعليم تُزال الفوارق ويتأسس مجتمع العدالة الذي ينمحي منه التمايز، ويوضع حدّ للخلافات البيّنة .

ولعل تبني هيئة الساحل للتعليم خطوة غاية في الأهمية وذلك بالتركيز على بُعد بناء الشخص المهمّش من جديد ، فمن دون أن نجعل ضحايا العبودية أساساً للنضال وندفعهم إلى المناداة بحقوقهم، سوف تظل كلّ المجالات محدودة التأثير، ولا يمكن أن يتأتى لضحايا العبودية المشاركة بفعالية بدون أن نمدهم بالمعرفة التي تحرر الفرد المهمش من التبعية والفاقة والحاجة . . فلا تزال الأوضاع التي كان يعيشها الحراطين  هي نفسها اليوم رغم مرور 38 سنة على بزوغ الحركة النضالية الحقوقية في مجال العبودية ، فلا زال العبيد وأبناء العبيد وضحايا العبودية  والاستعباد لم يخرجوا من دائرة الظلم والتهميش والتغيب ، لأنّ المقاربة آنذاك أهملت بعد التعليم  وصنع إنسان قادر على فرض تطبيق المكتسبات أو واعٍ لقدرته على البدء من جديد

ومن هنا فإن التركيز على التعليم كبوابة يصنع للتحرر والتحرير يمكننا من الحصول على الفرد الفاعل ، فلا يمكن لضحايا العبودية استغلال المكتسبات التي تحققت في مناهضة العبودية بدون التعليم الذي يمثل بوابة صدارة المقاربات ذات التأثير الأكثر فاعلية ، فأغلال العبودية ما زالت تكبّل عقول المستعبدين في موريتانيا نتيجة الجهل، وبحصول كلّ فرد من أفراد المجتمع على حقه في تعليم عالي الجودة على نحو متساوٍ ومتكافئ بين الجميع، فإنّ من شأن ذلك أن يؤدي إلى تعميق المساواة والعدالة الاجتماعية". وعدم تكافؤ الفرص في التعليم مثلما هو سائد اليوم في موريتانيا، سنناضل في هيئة الساحل بوسائلنا ضده وبقوة حتى نقضي على التفاوت في اكتساب مهارات العمل وفي فرص الحصول على وظائف لائقة.

 

والحملة التحسيسية المحضرة للسنة الدراسية التي أطلقتها هيئة الساحل في العاشر من سبتمبر 2017 خطوة مهمة أمكنت  من التوصل إلى أن النظام التربوي الموريتاني اليوم ما زال يكرّس اللامساواة والتمييز ويعيد إنتاج النظام الطبقي الاقصائي نفسه ،  مما يدفع إلى التأكيد على أنّه بالتعليم والتعليم فقط تكمن الأزمة والحلّ في الوقت نفسه ، وهذا الحلّ هو الذي يؤسس للعدالة الاجتماعية ، و يقرر مصير الفرد ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل على كل مستويات الحياة ، فالتعليم والتعليم فقط هو الحل والحل .