المواجهة في سوريا تعزز التوتر الإسرائيلي-الإيراني (تفاصيل)

اثنين, 02/12/2018 - 18:59
المواجهة في سوريا تعزز التوتر الإسرائيلي-الإيراني (تفاصيل)

شكلت الغارات الجوية الاسرائيلية في سوريا، يوم السبت 10 فبراير 2018، أول مواجهة مباشرة علنا بين العدوين اللدودين اسرائيل وإيران، بعد أشهر من التوترات، لكن الجانبين لا يرغبان على ما يبدو في خوض حرب حاليا، بحسب محللين.

وشنت اسرائيل سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف سورية وإيرانية ردا على اختراق طائرة إيرانية بدون طيار أطلقت من سوريا مجالها الجوي، بحسب الجيش الإسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الأمر.

وأعقب ذلك اسقاط مقاتلة إسرائيلية "اف 16" في الأراضي الإسرائيلية.

وهي المرة الأولى يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب اهداف ايرانية في سوريا.

وهذه المرة الأولى أيضا التي يتم فيها اسقاط مقاتلة إسرائيلية منذ العام 1982، بحسب ما اوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد على الغارات الإسرائيلية السبت، مؤكدا أنها شكلت "ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية".

وركزت وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من النظام على إسقاط الطائرة الاسرائيلية من قبل الدفاعات الجوية السورية، وكتبت احدى الصحف انها "نهاية السماء الامنة للنظام الصهيوني في سوريا".

وتزايد التوتر بين اسرائيل وإيران في سوريا منذ فترة من الزمن، بينما يقول محللون أن هناك ثلاثة مصالح مختلفة على الأقل هناك.

 ولا ترغب إسرائيل في أن تعزز عدوتها اللدودة إيران، وجودها العسكري في سوريا عبر دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وتبدو إيران مصممة على البقاء هناك، بينما يبدو النظام السوري الذي يشعر انه انتصر في الحرب الاهلية، أكثر عزما على التصدي للغارات الجوية الاسرائيلية داخل البلاد، بحسب محللين.

والأسد مدعوم أيضا من قبل روسيا وحزب الله اللبناني. وتعترف إسرائيل بشنها عشرات الغارات الجوية على قوافل تقول انها كانت في طريقها لحزب الله الذي خاضت معه حربا عام 2006.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، ان ستة اشخاص قتلوا في الغارات الاسرائيلية بينهم اربعة غير سوريين كانوا يقاتلون في صفوف النظام، بالإضافة الى جنديين سوريين.

اساءة تقدير واحدة

وحتى قبل الغارات السبت، حذرت مجموعة الازمات الدولية في تقرير ان الانشطة الايرانية في سوريا تعزز مخاوف إسرائيل من وجود قواعد ايرانية على حدودها.

وكتبت المجموعة في تقرير نشرته الاسبوع الماضي ان "حربا اشمل قد تكون واردة في حال القيام بإساءة تقدير واحدة".

ورأى اوفر زالزبرغ المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" أن المواجهة الأخيرة في سوريا زادت من فرص اندلاع حرب على المدى الطويل.

وقال لوكالة فرانس برس "اقتربنا خطوة إلى الأمام"، موضحا "ليس بسبب الحادث نفسه بل نرى أن الجانبين يتخذان الآن مواقف أكثر حزما".

وفي طهران، رأى المحلل السياسي مجتبى موسوي ان النيران السورية المضادة للطائرات التي قامت بإسقاط الطائرة الاسرائيلية تمثل " تحولا في استراتيجية سوريا وحلفائها".

وقال موسوي ان إيران مصممة على البقاء في سوريا.

وأضاف "إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان الى منع او تحديد وجود إيران في سوريا بعد الحرب" مشيرا الى ان "إيران لن تتراجع ولن تترك سوريا لأنها حليف جيواستراتيجي مهم بعد سنوات من القتال ودفع الثمن لإنقاذها".

لا تزال سوريا واسرائيل رسميا في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا بالمجمل طوال عقود حتى اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

ومنذ اندلاع الاحداث في سوريا عام 2011 عملت اسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع الا انها كانت تستهدف احيانا مواقع للنظام السوري او قوافل سلاح تقول انها كانت في طريقها الى حزب الله اللبناني.

وفي اذار/مارس 2017 استهدف الطيران الاسرائيلي قافلة سلاح في سوريا واعترضت اسرائيل صاروخا أطلق باتجاه اراضيها. واكد الجيش السوري يومها انه أسقط مقاتلة اسرائيلية واصاب اخرى، الامر الذي نفته اسرائيل.

أسوأ توقيت

ورأت سيما شاين التي شغلت في السابق منصب نائب مدير إيران في وزارة الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية ان تسلسل الاحداث يشير الى ان العسكريين الايرانيين في سوريا لم يقوموا على الارجح بتنسيق عملية الطائرة دون طيار مع القيادة السياسية في طهران.

وقالت "من ناحية سياسية بالنسبة لإيران، اعتقد ان هذا كان اسوأ توقيت" في اشارة الى الاحتجاجات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بالإضافة الى جهود طهران الدبلوماسية للحفاظ على الاتفاق النووي الذي قامت بتوقيعه عام 2015 مع القوى الدولية.

وبحسب شاين، فأنه على الارجح ان الحرس الثوري الايراني قرر، سواء في طهران او مهمته في سوريا، ان "هذا أفضل وقت تشغيلي بالنسبة إليهم".

ورجحت شاين وقوع حوادث مماثلة ولكنها استبعدت اندلاع مواجهة كاملة، قائلة "في الوقت الحالي، سيقوم الجانبان بتحديد الرد. ولن يكون هناك تصعيد في المستقبل القريب جدا".

ويتفق زالزبرغ على أنه لا توجد رغبة حقيقية في شن حرب.

وأضاف "أعتقد أنه سيتم احتواء هذا الحادث" موضحا "بشكل عام، فإن الطرفين لا يبحثان عن حرب".

وأشار معلقون آخرون الى انه في حال اندلاع حرب بين الدولتين اللتين تملكان مخزونا من الاسلحة، فأنه من السهل جر المنطقة الى هاوية.

وكتب المعلق ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت ان "غالبية الحروب في الشرق الاوسط جاءت نتيجة تطورات غير مقصودة".

القسم: