
عندما أصبح نور الوحي، وتراكمت الظلمات السياسية والدينية والاجتماعية، سطع نجم معالي المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي كمشعل هداية وبصيرة، يعيد للقرآن الكريم مكانته العظيمة بوصفه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبعتباره دستورًا شامخًا للحياة، ومنهجًا ربانيًا لإصلاح النفوس والمجتمعات.
لقد جاء مقاله المعنون بـ"الطريق من الظلمات إلى النور" بمثابة نداء صادق وعميق للعودة إلى الأصل، إلى النور الإلهي الذي أضاعه المسلمون حين أعرضوا عن كتاب ربهم، وراحوا يتيهون في متاهات الروايات المتعارضة، والتأويلات المتضاربة، والطوائف المتصارعة.
 في هذا المقال، لا يقدم علي الشرفاء مجرد وعظ عابر أو خطاب ديني تقليدي، بل يضع يده على جوهر الأزمة وغياب الفهم الحقيقي للإيمان، وتحويله إلى طقوس جامدة، بدل أن يكون منهج حياة شامل ينطلق من إصلاح القلب وينتهي بإصلاح المجتمعات.
يرى معالي المفكر الكبير أن نور الإيمان ليس وهجًا مؤقتًا، بل سراج منير يبدد ظلمات الجهل والظلم ويهدي الحائرين إلى طريق الحق.
ومن أبرز ما تطرق إليه المفكر الشرفاء في مقاله، التأكيد على أن القرآن كرّم الإنسان دون تفريق بين لون أو عرق أو قومية، لكن واقع الناس خالف هذا المبدأ الإلهي، حين أهينت كرامة الإنسان باسم الدين أو السياسة أو المصلحة، وسفكت الدماء، وضيقت الحريات، وتفرّق المسلمون شيعًا وأحزابًا، وهو ما نهى الله عنه في محكم التنزيل.
 يمتاز طرح المفكر علي الشرفاء بالجرأة المدروسة والمرجعية الصافية، فهو لا يقدّم طرحًا عاطفيًا فارغًا، ولا يسعى إلى المجاملة أو الترضية، بل يفتح ملفات كبرى في تاريخ الأمة، من قبيل قتال المرتدين، والانقسام الطائفي، وهجر القرآن، ويعرضها على ميزان الكتاب المبين، ليبيّن التناقض بين ما فعله المسلمون وما أمر به الله.
إنه فكر يعيد الاعتبار للقرآن كمرجعية أولى، لا تزاحمها الروايات ولا تقدَّم عليها اجتهادات المتأخرين، فالله قد أكمل الدين وأتمّ النعمة بكتابه، وجعل فيه شفاءً ورحمة وهداية للناس.





